ما أجمل أن نعيش أيام رمضان مع الكلم الطيب، مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
ترسم لنا طريقا لن يضل ولن يزل من اتبعه .
نعيش فى رمضان كل يوم مع حديث من الأربعين النووية، وهي أربعون حديثا فى أصول الدين وبعضها فى الفروع، كل حديث يقدم قاعدة من قواعد الدين نسأل الله أن يجعلنا ممن اتبع هداه ونال رضاه.
الحديث الأول عن النية والعمل عن أمير المؤمنين أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمريء مانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امراة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يعلمنا الحديث أن النية معيار لتصحيح الأعمال، فحيث صلحت النية صلح العمل، وحيث فسدت النية فسد العمل.
وفى شرح الأربعين النووية نجد أنه إذا وجد العمل قرين بالنية فنحن أمام 3 أحوال:
- الحال الأول أن يكون العمل خوفا من الله وهذه عبادة العبيد، الحالة الثانية أن يكون العمل طمعا فى الجنة وهذه عبادة التجار، الحالة الثالثة أن يكون ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ويرى نفسه مع ذلك مقصرا لأنه لايدرى هل قبل عمله أم لا ، وهذه عبادة الأحرار، وهى الحالة التى نراها مجسدة فى الآية 60 من سورة المؤمنون "والذين يؤتون ما أوتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون" صدق الله العظيم.
وقال الإمام الغزالى رحمه الله فى هذا المعنى أن العبادة مع الرجاء تورث المحبة.
وقال الحارث المحاسبى فى كتاب الرعاية الإخلاص أن تريده بطاعته لاتريد سواه.
والرياء فى العمل على وجهين الأول أن يريد بعمله الناس، والوجه الثانى أن يريد بعمله الناس ورب الناس وكلاهما يحبط العمل .
ولأننا فى شهررمضان، شهر القيام، نستشهد بما قاله أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزبانى رحمة الله عليه "يحتاج المصلى إلى أربع خصال حتى ترفع صلاته حضور القلب وشهود العقل وخضوع الأركان وخشوع الجوارح ، فمن صلى بلا حضور قلب فهو مصل لاه ، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساه ، ومن صلى بلا خضوع الأركان فهو مصل جاف ، ومن صلى بلا خشوع الجوارح فهو مصل خاطئ ، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصل واف.
نسأل الله أن نكون من عباده الأحرار، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال.
------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي
